الكتاب المقدس يوصف المسيح بالعريس وان الكنيسة هي العروس استخدم المسيح هنا لقب العريس على نفسه ولم يكن الموضوع هو زواج جسدي
هل تزوج السيد المسيح من خمس سيدات؟
حسب نص إنجيل متى، (متى 25, 1-13)
حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً، وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
الرد:
لنرى ما في هذا النص هل هو يؤيد أن المسيح تزوج أم لا؟
وحتى نفهم هذا النص سوف نضع ملاحظاتنا في عدة نقاط
النص عبارة عن مثل وليس واقعة فهو يبدا بجملة (حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ) فهو مثل تشبيهي
عندما يكون هناك فرح (عريس وعروسة) سيكون هناك الأغاني والتصفيق والمرح ولكن المثل يقول لنا في الآية رقم ستة (فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ) وهذا يدل على أن هذا وقت مجيء المسيح لدينونة البشر فبالنسبة للمستعدين سكون بمثابة عرس لهم وبالنسبة لأخرين سيكون بمثابة دمار وعذاب
في أخر المثل يوضح ماذا يعني (حكيمات وجاهلات) حيث يوضح أن الهدف هو الحث على حياة الاستعداد الدائم (فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ) وهنا الحكيم هو من يستعد والجاهل من لا يستعد
لان الكتاب المقدس يوصف المسيح بالعريس وان الكنيسة هي العروس استخدم المسيح هنا لقب العريس على نفسه ولم يكن الموضوع هو زواج جسدي بل هو ارتباط روحي ولذلك كان من الطبيعي أن يستخدم المسيح هذا التشبيه لنفسه (العريس) حتى يحث (العروس) التي هي الكنيسة على حياة الاستعداد
لان الكنيسة هي عروس المسيح الذي هو العريس فهي تتكون من أعضاء كثيرين لذلك استخدم المسيح كلمة (عرس) بالمفرد وليس بالجمع ولكن العروس جمع وهن خمس عذاري وهذا رمز للكنيسة التي تتكون من أعضاء كثيرين
من كل ما سبق نجد أن المسيح لم يتزوج خمس سيدات إطلاقا. بل استخدم تشبيه حتى يحث عروسه (الكنيسة) على حياة الاستعداد الدائم
الغريب في الأمر أن صاحب الشبهة غفل أمور كثيرة تدعو إلى السخرية منه ومنها:
هل يعقل أن يتزوج إنسان من خمس سيدات دفعة واحدة وفى ليلة واحدة؟
ما شأن أخذ العرائس مصابيح بها زيت؟
هل العروس تأخذ مصباحاً لكي تخرج تبحث عن عريسها؟
أي فرح هذا الذي يتأخر فيه العريس ثم تنام الخمس عرائس معا عندما يتأخر؟
في الواقع أن العريس هنا في هذا المثل كان ينوى الزواج بعشرة وليس خمسة!