زينب بنت جحش، هي ابنة عمة رسول الإسلام أميمة بنت عبد المطلب، وكانت متزوجة من ابنه بالتبني ومولاه زيد بن حارثة، وأخت الصحابي عبد الله بن جحش زوج أم حبيبة، والتي تقول بعض الروايات إنه اعتنق المسيحية في الحبشة أثناء هجرتهم إليها ومات هناك.
زينب بنت جحش، هي ابنة عمة رسول الإسلام أميمة بنت عبد المطلب، وكانت متزوجة من ابنه بالتبني ومولاه زيد بن حارثة، وأخت الصحابي عبد الله بن جحش زوج أم حبيبة، والتي تقول بعض الروايات إنه اعتنق المسيحية في الحبشة أثناء هجرتهم إليها ومات هناك.
ذكر ابن إسحاق في قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة فقال: «حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال: «خرج عبيد الله بن جحش مع المسلمين مسلمًا، فلما قدم أرض الحبشة تنصَّر، قال: فكان إذا مر بالمسلمين فيقول: فقّحنا وصأصأتم؛ أي أبصرنا، وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد»». وهو أصحّ ما ورد في تنصُّر عبيد الله بن جحش.([1])
طلاقها من زيد
طلاق زينب من زيد بن الحارثة وزواجها من النبي محمد هو أحد المحطات في السيرة النبوية التي يجب أن نتوقف عندها ولا نمر عليها مرور الكرام، فهذه الحادثة تثبت لنا سيطرة الشهوة على رسول الإسلام بشكل تجعله لا يتردد في هدم بيوت وحياة أسرية قائمة بالفعل من أجل أن يشبع شهوته، ونحن هنا لا نتحدث عن أي شخص، إنه زيد بن حارثة، ابنه بالتبني في ذاك الوقت، والذي كان في عُرف العرب مثله كمثل الابن الحقيقي، حيث كان ينسب الولد لأبيه بالتبني فيقال زيد ابن محمد.
فها هو محمد يذهب لزيارة زيد في بيته، والذي هو بمثابة ابنه فيري زوجة ابنه في بيتها بملابس خفيفة بيتية فتثير شهوته، ويسعى بكل الطرق أن يطلقها من زوجها ليتزوجها ويتمتع بها هو، وقد كان له ما أراد.
ويحاول علماء المسلمين في الوقت الحالي، كالعادة، لي عنق الحقيقة وإنكارها، ويبررون ذلك الفعل الشاذ، بأن الرسول تزوج زينب بعد طلاقها من زيد بغرض إلغاء التبني في الإسلام، وكالعادة يتم إلصاق كل أفعال الشر التي يقوم بها محمد بالله، وأن الله الذي أمره بذلك، والله برئ مما يدعون. وهنا نسوق الأدلة التي تدحض ادعاءهم وكذبهم، معتمدين على جهل أو كسل متابعينهم في البحث والقراءة في كتب تفسير القرآن والسيرة النبوية.
فنجد في تفسير سورة الأحزاب للطبري الآية 37، وتفسير الطبري يعتبر من أصح كتب التفسير بشهادة علماء المسلمين مثل:
شيخ الإسلام: "وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين".
الحافظ ابن خزيمة : " نظرت فيه من أوَله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير".
النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"
السيوطي: "وكتابه أجل التفاسير وأعظمها، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين".
﴿وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِیۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَیهِ وَأَنعَمتَ عَلَیهِ أَمسِك عَلَیكَ زَوجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخفِی فِی نَفسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبدِیهِ وَتَخشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَىٰهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَید مِّنهَا وَطَرا زَوَّجنَـٰكَهَا لِكَی لَا یَكُونَ عَلَى ٱلمُؤمِنِینَ حَرَج فِیۤ أَزوَ جِ أَدعِیَاۤىِٕهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرا وَكَانَ أَمرُ ٱللَّهِ مَفعُولا﴾ [الأحزاب ٣٧]
يقول تعالى ذكره لنبيه ﷺ عتابا من الله له ﴿و﴾ اذكر يا محمد ﴿إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ﴾ بالهداية ﴿وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾ بالعتق، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ ﴿أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ﴾ وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله ﷺ فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقِي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ زيد، فقال له رسول الله ﷺ: ﴿أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ﴾ وهو ﷺ يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ﴿وَاتَّقِ اللَّهَ﴾ وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾ يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس.
ونجد في تفسير ابن كثير:
وعندما نبحث في السيرة النبوية نجد الرواية بتفاصيل أكثر:
حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: "جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، رُبَّمَا فَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، السَّاعَةَ، فَيَقُولُ: أَيْنَ زَيْدٌ؟ فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ، فَلَمْ يَجِدْهُ، وَقَامَتْ إِلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَتُهُ فُضُلا، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: لَيْسَ هُوَ هَهُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَادْخُلْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَدْخُلَ، وَإِنَّمَا عَجِلَتْ زَيْنَبُ أَنْ تَلْبَسَ، إِذْ قِيلَ لَهَا: رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الْبَابِ، فَوَثَبَتْ عَجِلَةً، فَأَعْجَبَتْ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَلَّى وَهُوَ يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لا يَكَادُ يُفْهَمُ، إِلا أَنَّهُ أَعْلَنَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ. قَالَ: فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَى مَنْزِلَهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلا قُلْتِ لَهُ: ادْخُلْ؟ فَقَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ عَلَيْهِ ذَلِكَ فَأَبَى، قَالَ: فَسَمِعْتِهِ يَقُولُ شَيْئًا؟
قَالَتْ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، حِينَ وَلَّى: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ. فَخَرَجَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي، فَهَلا دَخَلْتَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَعَلَّ زَيْنَبَ أَعْجَبَتْكَ، فَأُفَارِقُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَمَا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَكَانَ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُخْبِرُهُ، فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. فَفَارَقَهَا زَيْدٌ، وَاعْتَزَلَهَا، وَحَلَّتْ. فَبَيْنمَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ، إِذْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَشْيَةٌ، فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتْبَسِمُ، وَيَقُولُ: مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَنِيهَا، وَتَلا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ سورة الأحزاب، الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا يَبْلُغُنَا مِنْ جَمَالِهَا، وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا، مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا زَوَّجَهَا، فَقُلْتُ: تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا.([2])
ولا يخفي عليك عزيزي القارئ بعد قراءة تلك الرواية لنهاية التمثيلية التي قام بها محمد من أجل إقناع عائشة بزواجه من زينب بنت جحش، وأنه أمر إلهي جاءه أثناء غشيته.
ومما يثبت لنا صحة هذه الرواية هو رد فعل زيد بن الحارثة، فحين علم أن محمد يشتهي زوجته طلقها لكي يعطيها له، وهو يعتقد بل يؤمن إنه يفعل ذلك مرضاة لله ورسوله، وهذا ليس بغريب عليه، فنجده عندما نزلت آية "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" (آل عمران) سارع بتقديم فرسه للرسول محمد مرضاة له ولله ولينال البر.
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن محمد بن المنكدر قال: لما نزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها: سبل - لم يكن له مال أحب إليه منها - فقال: هي صدقة. فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل عليها ابنه أسامة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه زيد فقال: "إن الله قد قبلها منك".
زواجها من محمد
تزوج زَيْنَب بنت جحش سنة أَربع من الْهِجْرَة، زوجه الله تَعَالَى إِيَّاهَا ونضر بنظره إِلَيْهَا محياها، وَأنزل فِيهَا آيَة الْحجاب وأسبل عَلَيْهَا أَثوَاب الثِّيَاب، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة. ([3])
بعد زواج زينب من محمد تكاثرت الأقاويل عليهما وبدأ الناس يتحدثون عن محمد، الذي كان ينادي بحرمانية زواج الأب من زوجة الابن، وها هو عندما أعجبته زوج ابنه نسي كل شئ وضرب بتعاليمه هو شخصيًا عرض الحائط، وتزوج طليقة ابنه ومولاه، وهنا كان يجب أن يتصرف محمد فادعى أن الله أيضًا أنزل آية (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم)، وكأن الله اختار محمد ليتلو عليه قرآن عبارة عن آيات للدفاع عن محمد ونزواته التي لا تنتهي.
ولما تزوجها تكلم في ذلك المنافقون، وقالوا: حَرَّم محمدٌ نساء اَلولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل اللهّٰ عز وجل: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ…}[الأحزاب:40]. ([4])
إذًا، محمد لم يتزوج زينب من أجل تحريم التبني كما يزعم البعض، والذي كان من السهل تحريمه بآية تنزل في القرآن مثلما حرم الخمر والميسر وخلافه، إن الروايات تثبت بما لا شك فيه إنه مجرد زواج من أجل إرضاء شهوته، مثلها مثل صفية بنت حيي، وجويرية، وماريا القبطية، وكل من قيل في وصف جمالهم الشعر.
سؤالي لك عزيزي القارئ، إذا كانت أحداث تلك الواقعة تمت في وقتنا الحالي بين أشخاص من مجتمعك، ماذا سيكون رد فعلك وقتها؟
فما بالك أن تلك التصرفات حدثت مع من يدعي أنه خير البشر وقدوتهم في الأخلاق.
والسؤال الأخير والأهم بعد قراءتك لتلك الأحداث من رسول الدين الإسلامي …
ماذا تنتظر أن يكون وضع المرأة في دين محمد؟
المراجع
[1] أرشيف ملتقى أهل الحديث، تحقيق دعوى ردة عبيد الله بن جحش، المكتبة الشاملة الحديثة، ص203
[2] تاريخ الطبري، السَّنَةُ الْخَامِسَةُ مِنَ الْهِجْرَةِ
[3] زَيْنَب بنت جحش، المقتفى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، زواجها من زيد.
[4] زواج النبي من السيدة زينب رضي اللهّٰ عنها، السيرة النبوية كما في عيون الأثر، من الهجرة حتى الانتقال.