صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة، أبوها سيد بني النضير، من سبط لاوي من نسل هارون بن عمران، أخو موسى عليه السلام، وأمها هي برة بنت سموئل من بني قريظة، كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة المنورة
صفية بنت حيي، إحدى زوجات نبي الإسلام، والتي تزوجها بعد أسرها في غزوة بني النضير، بعدما قتل المسلمون زوجها وهي مازالت حديثة الزواج به، وتعتبر من إحدي القصص المؤلمة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
نشأتها ونسبها
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة، أبوها سيد بني النضير، من سبط لاوي من نسل هارون بن عمران، أخو موسى عليه السلام، وأمها هي برة بنت سموئل من بني قريظة، كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة المنورة، فلما أجلى نبي الإسلام بني النضير من ديارهم ساروا إلى خيبر، وقُتل أبوها مع من قُتل مِن بني قريظة.
تزوجت مرتين قبل أسرها؛ الأولى من سلام بن مشكم القرظي فارس قومها وشاعرهم، والثانية من كنانة بن الربيع صاحب حصن القموص؛ أقوى حصن من حصون خيبر.
مقتل أبيها وزوجها
قتل المسلمون أبيها حيي بن الأخطب في غزوة الخندق، حيث أمر الرسول بضرب عنقه، أما زوجها فقد تم تعذيبه وقتله ليس لأنه اعتدى على مسلمين أو بغرض الدفاع عن الإسلام مثلا، ولكن من أجل سلب أموال قبيلته، التي كان يحتفظ بها على سبيل الأمانة في مشهد أقرب للعصابات وقطاع الطرق، ولا يمت بصلة لنبي الرحمة أو برسول الله الذي لا ينطق عن الهوي، ونجد هذا جليًا في سيرة ابن هشام حيث ذكر: "
أسر صفية بنت حيي وتزوجها من محمد
تم أسر صفية بنت حيي في غزوة بني النضير بعدما غزا المسلمون خيبر وقتلوا رجالها وسبوا نسائها واستولوا على أموالهم، وكانت صفية من نصيب دحية الكلبي، ولكن عندما رآها محمد وأعجب بجمالها، وقد أخبر أصحابه عن نسبها وشأنها في قومها، لم يستطع مقاومة شهوته وسارع بأخذها من دحية وإعطائه سبعة رؤوس مقابل أن يفوز بصفية ويعاشرها، وقد ذكر ذلك بالتفصيل في الرحيق المختوم:
"ولما جمع السبي جاء دحية بن خليفة الكلبي، فقال: يا نبي الله، أعطني جارية من السبي، فقال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة وبني النضير، لا تصلح إلا لك، قال: «ادعوه بها». فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خذ جارية من السبي غيرها»، وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها، حتى إذا كان بسد الصهباء راجعًا إلى المدينة حلت، فجهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل، فأصبح عروسًا بها، وأولم عليها بحيس من التمر والسمن والسَّوِيق، وأقام عليها ثلاثة أيام في الطريق يبني بها".
ووقع في رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عند مسلم أن صفية وقعت في سهم دحية، وعنده أيضًا فيه "فاشتراها من دحية بسبعة أرؤس".
ونجد هنا أن محمد لم يطق صبرًا أن يصل إلى المدينة حتى يدخل بصفية، فبمجرد أن "حلت" أي انتهى حيضها حتى سارع بتجهيزها ومعاشرتها طوال الطريق إلى المدينة.
ويحاول المفسرين والشيوخ تجميل تلك الحادثة فيدعون أن محمد خيرها بين أن تتزوجه أو ترجع لأهلها "الذين قتلهم" فبأي منطق يضع لها هذا الاختيار بعد أن أخذها من دحية وأعطى له سبع رؤوس مقابلها، أي منطق يقول إنه أكرمها وأنه اصطفاها لنفسه لمنزلتها، وهو كان يعد الساعات حتى تنتهي من حيضها ليعاشرها.
وهل يعقل أن توافق سيدة أن تتزوج من قاتل أبيها وأخيها وقاتل ومعذب زوجها، وأن تمنحه جسمها ليعاشرها. هل يعقل أن تتنازل امرأة مرت على جثث أهلها في طريقها إلى محمد عن دينهم ودين آبائهم بمنتهي السهولة والسرعة لمجرد أن محمد خيرها بين أن تتزوجه أو ترجع لأهلها، فتختار بعد كل تلك المصائب التي وقعت بها أن تترك دينها وتعتنق دين خاطفيها، وأن تتزوج من خاطفها وقاتل أهلها وقومها، إن ما حدث لا علاقة له بدين إطلاقًا، أين الله في ما فعله محمد مع صفية، هل الله من أمره أن يفعل هذا، حاشا لله طبعًا، فالرب صالح دائما ولا يأمر بالشرور، وإنما هي من فعل الشيطان.
حياتها بين زوجات محمد
من الواضح أن صفية عانت بين زوجات محمد بسبب جمالها تارة، وبسبب أصلها تارة أخرى، فنجد على سبيل المثال: عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
وهنا نسأل أنفسنا، ما الذي عرفته صفية عن الإسلام حتى تقتنع به وتؤمن وتتزوج من محمد، لقد دخل بها محمد في الطريق بعد أن أسلمت، ولا أظن أنها قد رأت من الإسلام والمسلمين غير قتلة وسفاحين أغاروا وقتلوا أهلها وسبوا النساء وسرقوا الأموال. فهل لهذه الأسباب اختارت صفية الإسلام وتركت اليهودية دين آبائها وقومها؟
ويتكرر نفس الموقف بصورة أخرى مع صفية وتتم معايرتها بأصولها اليهودية من قبل حفصة:
وهنا نجد أن صفية لم تسلم في حياتها من أذى زوجات محمد الأخريات، ومن الغريب أيضًا أن محمد يدافع عن نسبها اليهودي، فهي الآن ابنة نبي وعمها نبي وليست حفيدة القردة والخنازير كما كان يقول عن اليهود، أما إن تلك الأحاديث لا تنطبق على زوجاته ومحظياته.
وعندما نقرأ عن حياة صفية بنت حيي، بعد زواجها من محمد سنجد أنها كانت فخورة دائما بأصولها اليهودية وبنسبها، بل تشعر أنها لم تبدل دينها كما زعم، وظهر ذلك جليًا في أكثر من موقف فمثلاً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، مَوْلَى حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَرِثَتْ صَفِيَّةُ مِئَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ بِقِيمَةِ أَرْضٍ وَعَرَضٍ، فَأَوْصَتْ لاِبْنِ أُخْتِهَا، وَهُوَ يَهُودِيٌّ بِثُلَثِهَا، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَأَبَوْا يُعْطَوْنَهُ حَتَّى كَلَّمَتْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَعْطُوهُ وَصِيَّتَهُ فَأَخَذَ ثُلُثَهَا، وَهُوَ ثَلاَثَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَنَيِّفٌ وَكَانَتْ لَهَا دَارٌ تَصَدَّقَتْ بِهَا فِي حَيَاتِهَا. ([4])
ونجد أيضًا في موقف آخر
ونرى في الموقفين السابقين أن صفية ظلت تصل اليهود وتعطيهم من مالها، بل إن وصل الأمر أن يتم الوشاية بها أنها مازالت تحب السبت، ولا نعلم هل تلك الوشاية حقيقة فعلا وقد أنكرتها صفية خوفًا على حياتها، أم أنه من كثرة تعاملها مع اليهود اعتقد من حولها أنها مازالت تحب السبت.
إذًا، عزيزي القارئ عندما تقرأ في سيرة صفية بنت حيي وماحدث لها، تجد الوجه الحقيقي للإسلام، والذي يحاول علماؤه تجميله في بعض الأحيان والتبرأ منه في أحيان أخرى، فلا يجب على المسلم الآن أن يتبرأ من أفعال داعش ويقول إنها لا تمثل الإسلام في شئ، فهي للأسف جزء صغير من تعاليم الإسلام ورسول الإسلام، الذي لا يتورع عن القتل والسبي في مقابل إشباع نزواته الجنسية وشبقه الدائم. وها هم أصحابه حوله يحاولون تبرير وتجميل أفعاله بكافة الوسائل والطرق. والتي إن أقنعت بها الناس لبعض الوقت فمن المستحيل أن تظل تقنعهم بها كل الوقت.
ويظل آخر سؤال يدور في أذهاننا الآن،
المراجع
[1] السيرة النبوية لابن هشام، عُقُوبَةُ كِنَانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، الموضوع:بَقِيَّةُ أَمْرِ خَيْبَر،
[2] الزواج بصفية،الرحيق المختوم، غزوة خيبر ووادي القُرى
[3] حديث رقم 11843 - من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد - المجلد العاشر
[4] حديث رقم 11856 - من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد - المجلد العاشر.
[5] سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، صفية أم المؤمنين، ص: 233.