ليس هناك طريقة معينة لقراءة الكتاب المقدس، فكل إنسان يتبع طريقة معينة يرتاح لها وينظم برنامجه بموجبها كي يحصل على الغذاء الروحي.
يحتوي الكتاب المقدس على مجموعة من الأسفار، منها التاريخية والنبوية، والشعرية، وكل هذه الأسفار تتحدث بطريق مباشرة وغير مباشرة عن محبة الله. لذلك عليك أن تقرأها بتمعن وتذكر أنه لا توجد طريقة معينة لقراءتها، وإنما على الفرد أن يرتب لنفسه برنامجًا يناسبه ويجعله يقرأ الكتاب المقدس بشغف وانتظام.
ليس هناك طريقة معينة لقراءة الكتاب المقدس، فكل إنسان يتبع طريقة معينة يرتاح لها وينظم برنامجه بموجبها كي يحصل على الغذاء الروحي.
- عندما ترغب في أن تقرأ الكتاب المقدس، افتحه أمامك بكل احترام، ليس كما تفتح أي كتاب آخر، لأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وكلمة الله، هي كلمة "الحق" (يوحنا 17:17).
- حالما تبدأ بقراءة كلمة الله المدونة في الكتاب المقدس، صلِّ إلى الله، واطلب منه أن يمنحك الحكمة والمعرفة لكي تفهم شريعته، وقل مع المرنم داود النبي بكل تواضع: "اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك" (مزمور 119 :18). والله لن يخيّب رجاءك.
- حاول أن تختار بعض القراءات التي تناسب احتياجاتك الروحية والتي تساعدك في حياتك اليومية. واعلم أن الكتاب المقدس ليس كتابًا واحدًا فقط، بل هو مكتبة جامعة بحد ذاته. وإذا كنت أحد المبتدئين بقراءته، نقترح عليك أن تبدأ ببشارة (إنجيل) يسهل عليك فهمها مثل بشارة متى، أو بشارة مرقس، أو أية بشارة أخرى. ثم حاول أن تنتقل إلى سفر أعمال الرسل الذي يمهد لك السبيل لقراءة رسائل بولس الرسول، التي تحتوي على التعاليم القيّمة والإرشادات الثمينة.
ويمكن هنا تقديم بعض الأفكار التي قد تساعد على قراءة الكتاب المقدس والحصول منه على الفائدة المرجوة منها:
- بعد قراءة إنجيل متى، اقرأ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ورسالتيه الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس. والرسالة إلى أهل غلاطية، وهذه الرسائل تعرف بالرسائل التعليمية الأساسية.
- بعد إنجيل مرقس، من المناسب قراءة رسائل بولس الرسول إلى أفسس، وأهل فيلبي، وأهل كولوسي، وهذه تعرف عادة "برسائل السجن" التي كتبها بولس وهو في السجن.
- بعد قراءة إنجيل لوقا يستحسن قرءاة "الرسائل الرعوية" وهي: الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل تسالونيكي، الرسالتان الأولى والثانية إلى تيموثاوس، الرسالة إلى تيطس والرسالة إلى فليمون.
- بعد قراءة إنجيل يوحنا، يمكن قراءة "الرسائل العامة" وهي: الرسالة إلى العبرانيين، رسالة يعقوب، رسالتا بطرس الأولى والثانية ورسائل يوحنا الثلاث ثم رسالة يهوذا.
إن سفر أعمال الرسل هو السفر التاريخي الوحيد في العهد الجديد إلى جانب البشائر الأربع. أما سفر الرؤيا فهو السفر النبوي الوحيد في العهد الجديد ودراسته تحتاج إلى تعمق وتفهم لمحاولة حلّ رموزه.
بعد انتهائك من قراءة العهد الجديد، لا تنس أن تقرأ العهد القديم من الكتاب المقدس. ويمكنك أن تبدأ بسفر التكوين مثلاً، أول أسفار العهد القديم. ثم تنتقل إلى غيره من الأسفار. حاول أن تتعرف أيضًا إلى بعض الأنبياء من خلال أسفارهم، وتذكر أن العهد القديم هو ممهد للعهد الجديد، وفيه العديد من النبوات التي تمت في العهد الجديد عن مجيء المسيح المخلّص، لذلك فقراءته ضرورية لك.
وإن أفضل طريقة في الدرس دائمًا هي أن تدرس سفرًا كاملاً بجملته، فأثناء دراستك للكتاب المقدس لا توزع جهودك هنا وهناك على غير هدى، بل حاول أن ترتب لنفسك برنامجًا تسير بموجبه.
وعندما تقرأ الكتاب المقدس عليك أن تدرك أن هذه الأسفار لم تكتب لأناس عاشوا قبل مئات السنين فحسب، بل كتبت لك أيضًا ولي ولكل إنسان في هذا الجيل، وللأجيال القادمة. لذلك حاول أن تطبق كل ماتقرأه على نفسك، وحاول أن تعيش حياتك حسب أقواله وتعاليمه. عندما تقرأ فقرة منه، حاول أن تبحث فيها عن الفائدة الروحية الخاصة، فكلما قرأت سفرًا أو أصحاحًا (فصلاً) اسأل نفسك هذه الأسئلة:
أ - ما هو فحوى هذا الجزء؟ أو بكلمات أبسط، ماذا يقول هذا الجزء؟
ب - ماهي المعاني الموجودة فيه؟
ج - ماذا يعني هذا الجزء بالنسبة لي شخصيًا؟
د - هل استفدت من قراءته بما يساعدني على تطبيقه في حياتي العملية؟
هـ - هل هذا يساعدني لأحيا حياة أفضل، وأستبدل عاداتي السيئة بعادات وتصرفات ترضي الله والناس؟
إن كلمة الله غنية ومفيدة ومغذية. وهي بمثابة القوت الروحي الذي يغذي حياتنا، والنور الإلهي الذي يهدي سبيلنا. قال داود النبي في هذا الصدد "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مزمور 119 :105). وقال أيضًا: "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطيء إليك" (مزمور 119 :11). فبالإضافة إلى كون كلمة الله خبز الحياة ونور العالم، فهي كالمرآة التي تكشف للإنسان عيوبه وأخطاءه، كما تبين له حاجته إلى الله، وهي القادرة أن تغيره من حال إلى حال.