تشجعوا أنا هو لا تخافوا
نعم، وهذه القصة مدوّنة في إنجيل متى 14 ومرقس 6 ويوحنا 6.
وتعتبر هذه من عجائب المسيح التي قام بها إذ أنه لا يمكن لأي إنسان عادي أن يمشي على سطح الماء. ومفاد هذه القصة كما وردت في الإنجيل المقدس، أنه عندما كان المسيح في منطقة الجليل تبعه أناس كثيرون لمقاصد مختلفة، بعضهم بقصد الاستماع إلى تعاليمه، والبعض الآخر في سبيل الحصول على الشفاء من أمراضهم وعاهاتهم. وكان المسيح يتحنن عليهم ويقدم إليهم كا ما يطلبونه بإيمان.
وذات يوم صرف المسيح وتلاميذه وقتًا طويلاً مع هذه الجموع إلى أن شعروا بالتعب، فطلب المسيح منهم أن يدخلوا السفينة ويسيروا عبر بحر الجليل حتى يصرف الجموع. وبعدما أنهى يسوع عمله مع الجموع، صعد إلى الجبل منفردًا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده، أما السفينة التي كان تلاميذه في داخلها فقد صارت في وسط البحر. ويظهر أن الريح كانت مضادة، فكانت تعاكس السفينة وتلعب بها حتى كادت تنقلب. فخاف التلاميذ خوفًا عظيمًا وظنوا أن نهايتهم قد اقتربت.
وعندما رأى المسيح تلاميذه في خوفهم أراد أن يهديء من روعهم، فذهب إليهم ماشيًا على الماء، "فلما أبصره التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا قائلين: إنه خيال ومن الخوف صرخوا،
فللوقت كلمهم يسوع قائلاً: تشجعوا أنا هو لا تخافوا فأجابه بطرس وقال: يا سيد إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء. فقال له يسوع: تعال، فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع ولكن لما رأى الريح شديدة خاف، وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلاً: يارب نجني! ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له: يا قليل الإيمان لماذا شككت؟ ولما دخلا السفينة سكنت الريح، والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله (متى 14 :26-33).
فالمسيح لم يكن إنسانًا عاديًا، بل إنه القدوس المرسل من الله لرفع خطايا العالم. فهو إله وإنسان في آنٍ واحد. وكانت لديه القوة الإلهية التي لا يملكها أي بشر.
وقد عمل المسيح الكثير من العجائب الأخرى مثل فتح عيون العمي، شفي العرج والمقعدين والمرضى، طهر البرص.. وأهم أعماله هو عمل الفداء والمصالحة بين الله والناس "لأنه يوجد إله واحد. ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1تيموثاوس 2 :5).