تبنى مركيون خريستولوجيا مؤسسة على قاعدة قانونه الذى أسسه للعهد الجديد
مركيون وهو غنوصي ذو طابع خاص.
ولد في البنطس، وكان يعمل في صناعة السفن. قطعه أبوه أسقف سینوب سنة ۱۳۹، فانتمى إلى كنيسة روما، التي ما لبثت أن قطعته عنها سنة 144، وكان معادياً لليهودية، ويرفض العهد القديم. ألف کتاب عهد جديد خاص به، إنتقاه من الأناجيل ومن رسائل بولس. وادعى أن هناك الإله خالق العالم، البار والعادل والمنتقم، وهو إله العبرانيين الفاطر، وفوقه الإله المجهول إله المحبة، الذي كشف عن نفسه في المسيح، في جسد ظاهري فقط، وجلب للعالم هدية الفداء. وقال: يجب ألا تخلط عظمة الإنجيل مع مخطط يهودى.
تبنى مركيون خريستولوجيا مؤسسة على قاعدة قانونه الذى أسسه للعهد الجديد: إن يسوع المسيح هو الله الآب، من حيث إنه روح خلاصية، وقد أتی بشبه جسد وليس حسب الجسد. وربما هو إنسان حقيقي، من أصل سماوي، ظهر تحت طبيعتين:
إلهية لأنه مخلص
وملائكية لأنه روح سماوي.
وقد وصل إلى الأرض من دون حبل، ولا ولادة جسمية ، ولا طفولة ولا مراهقة، ولا معمودية، ولا تجارب، بل وصل فجأة، وهو راشد بالغ، إلى مجمع كفرناحوم. وهو معلم کامل، عاش مع الناس، وکرز بإنجيل الآب، ومات وافتدي النفوس في الجحيم، وقام وعاد إلى نقطة البداية.
فالخلاص بالنسبة لمركيون، موجه للنفس، من أجل خلاص أبدي للإنسان الداخلي. أما الجسد واللحم فلهما خلاص مؤقت عابر، وهو خلاص إسرائيل الخارجي، أما الخلاص الأبدي، فهو خارج نطاقه.
أسس مرکیون کنیسة انشقت عن الكنيسة الجامعة، وكانت من أخطر الكنائس المعادية، وانتشرت في إيطاليا وأفريقيا ومصر، ودامت عدة قرون.
وقال عنه القديس أثناسيوس الرسولي "ألم يقل ماركيون بأن جسد الكلمة ظهر ونزل من السماء في شكل إنساني، وإنه لم يكن جسدًا حقيقيًا؟ وماذا قال ماني؟ ألم يقل إن الجسد لم يكن جسدًا بشريًا بل له صورة إلهية، وإن ملامحه كانت فقط إنسانية، ولكنه لم يكن جسدًا بشريًا، بل غريبًا عن الطبيعة الإنسانية تمامًا؟ لقد اخترع هؤلاء كل هذه التصورات، لأنهم يعتقدون أن مصدر الخطية هو الجسد وليس الانحراف الذي أصاب الإرادة. لقد انحدر هؤلاء إلى هذا الكفر"
تاب مركيون في نهاية حياته. وحارب الآباء، أمثال يوستينوس وترتليانوس واوريجانوس و ایریناوس، ولم تختف هذه البدعة نهائيا إلا حوالي القرن العاشر ."
المراجع:
المجمع المسكوني الاول، نيقية الاول (325)، الاب ميشال ابرص، الاب انطوان عراب،المكتبة البولسية، 1997
حتمية التجسد الإلهي، كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس