«حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيق» (٢) صم ٤: ٩)
استعملت كلمة فدية في العهد القديم بمعنيين:
الأول هو الفدية القانونية التي كان يقدمها إنسان سبب ضررًا لإنسان آخر. وهذا هو معنى «الديَّة» في اللغة العربية. فيقول في سفر الخروج: إذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات... فالثور يرجم وصاحبه أيضًا يقتل. وإن وضعت عليه فدية يدفع فداء عن نفسه كل ما يوضع عليه» (خر ۲۱: ۲۸ - ۳۰).
والفدية أيضًا ما كان يدفع لفك رقبة العبد وإطلاقه حرا. هذا معنى الفدية الحرفي. ولكن في هذه الاستعمالات لم يطلق الكتاب على أي إنسان يؤتي هذا العمل لقب «فادي» أو «الفادي» بل احتفظ الوحي هذا اللقب لله وحده فقط.
والمعنى الثاني للفدية هو المعنى الروحي الذي أطلقه الكتاب على الله وحده، وفي هذا الاستعمال لم يكن الله يفدي بحسب العدل الإنساني الذي يحتاج أو يدفع ثمنا، بل كان يفدي «بقوته» من الهلاك ومن الأعداء.
وكلمة يفدي TO REDEEM تعني إرجاع أو إنقاذ ما كان مفقودًا أو مُدمراً أو مسلوبا أو مختصبًا مرة ثانية، دون أن يذكر الكتاب المقدس أن الله قد دفع ثمنا، وبدون أي معنى قانوني إطلاقا، حسب هذه النصوص الصريحة:
أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت العبودية ومن يد فرعون» تث ٧: ٨
«حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيق» (٢) صم ٤: ٩)
«جعلت مصر فديتك، وكوش وسبأ عوضك» (إش ٣:٤٣)
«قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. ارجع إلى لأنـي فديتك» (إش ٢٢:٤٤-٢٣).
«هل قصرت يدي عن الفداء وهل ليس في قدرة للإنقاذ؟» (إش ٢:٥٠).
«وميراثك الذي فديته بعظمتك» (تث ٩: ٢٦).
وفي الشريعة الموسوية لم يقبل الله أبدا أن يعاقب البريء عوضًا عن المذنب:
فكيف يميت ابنه البريء ويعاقبه كمذنب؟!
«من أخطأ إلىَّ أمحوه من كتابي» (خر ۳۲: ۳۰- ٣٢)
«حاشا. لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم» (تك ١٨: ٢٥)
«النفس التي تخطئ هي تموت» (حز ١٨: ٤)
المرجع
كتاب العدالة الإلهية حياة لا موت ... مغفرة لا عقوبة. (د. هاني ميخائيل)