نادرًا ما يشعر المغتصب بأنه قد أذنب تجاه ضحيته، بل غالبًا ما يدعي بأن هذه كانت بالفعل راغبة في الاتصال الجنسي، وبالتالي هو منحها ما كانت ترغب فيه. والواقع أن الرجال ينزعون إلى التجاوب مع هذه الأفكار وتحميل المرأة قسطًا كبيرًا من مسئولية الاغتصاب الذي وقع إليها وذلك للأسباب التالية
نادرًا ما يشعر المغتصب بأنه قد أذنب تجاه ضحيته، بل غالبًا ما يدعي بأن هذه كانت بالفعل راغبة في الاتصال الجنسي، وبالتالي هو منحها ما كانت ترغب فيه. والواقع أن الرجال ينزعون إلى التجاوب مع هذه الأفكار وتحميل المرأة قسطًا كبيرًا من مسئولية الاغتصاب الذي وقع إليها وذلك للأسباب التالية:
١- يُقال إن الضحية عرضت ذاتها للاغتصاب بسبب إهمالها للاحتياطات الضرورية، كأن تجولت لوحدها في وقت متأخر من الليل أو أبدت ما شجع المتحرش على التمادي.
٢- المرأة قد تمارس عبر ما ترتديه من ملابس خلاعية أو ما تبديه من حركات ونظرات مثيرة يعبر عن رغبة خفية لديها في الاتصال الجنسي.
٣- من ناحية أخرى، فإن أبحاثًا في ميدان التحليل النفسي بينت أن المرأة كثيرًا ما يراودها بما يُسمى هوام الاغتصاب أي أنها تتخيل أنها تبلغ الإشباع الجنسي من جراء اغتصاب تتعرض له. وغيرها من الأسباب.
نقد هذه الأفكار
ليس الاغتصاب دائًمًا يتبع إهمال المرأة للاحتياطات الضرورية، فهناك إحصائية فرنسية تقول إن حوالي 56% من الحالات تربط بين الضحية والمغتصب معرفة سابقة، ويتم الاغتصاب في منزل أحد الطرفين، لا بل قد يكون المغتصب في حالات ليست بنادرة أحد الأقارب المُقربين.
قد لا تقاوم الضحية لأسباب متعددة، منها إنها تعرضت للتهديد بالقتل، أو إنها أُخذت بالحيلة والمفاجأة أو إكراه معنوي.
بخصوص ما يقال عن تشجيع المرأة للمتحرش بها، فإن أي سلوك تقابل به المرأة هذا التحرش يمكن تأويله من قبل المُغتصب على أنه تشجيع له ولغيره.
الادعاء بأن المرأة أبدت عبر مظهرها المُغري رغبة دفينة في الاتصال الجنسي مبني على تأويل غلط خطأ ينسب إليها ما يتلاءم مع رغبة الرجل.
هوام الاغتصاب الذي يراود المرأة، والذي قد يكون نتيجة تربية جنسية قمعية تتعرض لها، فتضطرها إلى مواجهة النزعة الجنسية في داخلها، عن طريق المداورة، وليس بشكل صريح، أو قد يأتي تعويضًا خياليًا عن علاقة زوجية بائسة...إلخ
ماذا يقول الإنجيل؟
فتح الإنجيل صفحة جديدة في تاريخ علاقة الرجل بالمرأة، صفحة تتحقق بها مقاصد الله التي كانت في البدء، حيث أعد الله الرجل والمرأة للمشاركة لا الصراع. "فما جمعه الله لا يفرقه إنسان" بهذه الجدة التي أطلقها المسيح في الأرض بكلمته، وأعطى البشرية القدرة على تحقيقها بقوة قيامته، فصارت قاعدة العلاقة بين الرجل والمرأة هي المحبة. يعلن الإنجيل أن دخول هذه الحياة الجديدة،بما تقتضيه من علاقة متجددة أصيلة بين الرجل والمرأة، تنتفي منها كل مقومات الاغتصاب، إنما يفترض توبة، أي تحولًا عن الذهنية العتيقة.
المرجع:
كوستي بندلي، المرأة في موقعها ومرتجاها، دار العالم العربي (بيروت،1994)