والتساؤل هنا: كيف كان الرسول متفرغًا لرسالة الله؟ لقد سجل عمر ابن عفرة ما ذاع عن النبي في زمانه
أختلف علماء وشيوخ المسلمين وأساتذة التاريخ الإسلامي في تحديد عدد زوجات رسول الإسلام من كثرة عددهم وكثرة الإختلافات بينهم فمنهن من تزوجها ودخل بها ومنهن من لم يدخل بهن، ومنهن من وهبت نفسها له ومنهن السراري، وقد ذكر تقي الدين المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع الاختلاف في عدد أزواج النبي اللاتي دخل بهن على أكثر من قول،
فقال: أنَّ عددهنَّ اثنتي عشرة امرأة، وفي رواية أخرى إحدى عشرة، وفي رواية ثالثة خمس عشرة، وفي رواية رابعة: ثماني عشرة، وفي رواية خامسة: ثلاث وعشرين، أما في سيرة ابن هشام قال: وكن تسعًا، هذا غير النساء اللاتي لم يدخل بهن، وأما السراري فهما في بعض الروايات أثنتين وفي روايات اخري أربعة.
ونذكر هنا أسماء أشهر زوجات وسراري الرسول التي وصلت لنا عبر كتب السيرة والتاريخ الاسلامي: (1)
قد ثبت بالتحقيق انه تزوج 11 زوجة ودخل بهن وعاشرهن وهن:
1- خديجة بنت خويلد وعمرها 40 عاما
2- سودة بنت زمعة 55 عاما
3- عائشة بنت أبي بكر 6 سنوات
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب 19 سنة
5- زينب بنت خزيمة 60 سنة
6- أم سلمة هند بنت أمية 65 سنة
7- زينب بنت جحش 25 سنة
8- جويرية بنت الحارث المصطلقية 20 سنة
9- أم حبيبة بنت أبي سفيان 40سنة
10- صفية بنت حيي 17 سنة
11- ميمونة بنت الحارث 26سنة.
وأما سراري رسول الاسلام فهم:
مارية القبطية وهي مصرية أم ولده إبراهيم أهداها له المقوقس
ريحانة بنت شمعون من بني النضير ووطئها بملك اليمين.
جارية وهبتها له زوجته زينب بنت جحش لما راجعها بعد أن هجرها ثلاثة أشهر من أجل صفية.
وفي بعض الروايات انه كان يملك سرية رابعة، وكانت سبية من احد الغزوات.
أم باقي النساء في حياة محمد واللائي تضاربت حولهم الروايات مابين ان محمد خطبهن فقط او تزوجهن ولم يدخل عليهن والواهبات نفسهن لمحمد فهن كثر ونذمر منهن الاتي: (2)
1- خولة بنت الهزيل: تزوجها الرسول وهلكت في الطريق قبل أن تصل إليه
2- عمرة بنت يزيد الكلابية :تزوجها الرسول فتعوذت منه حين دخلت عليه، فقال لها عذت بمعاذ، فطلقها.
3- أسماء بنت الصلت: تزوجها الرسول ولم يدخل بها
4- أسماء بنت كعب الجونية: تزوجها الرسول ولم يدخل بها
5- أسماء بنت النعمان: تزوجها الرسول فلما دخلت عليه، دعاها فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجئ.
6- أميمة بنت شراحبيل: تزوجها فلما دخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك، فطلقها
7- سلمى بنت نجدة : نكحها فتوفي عنها
8- شراق بنت خليفة الكلبية أخت دحية، تزوجها فماتت في الطريق قبل وصولها إليه.
9- الشنبا : لما أدخلت عليه لم تكن باليسيرة فانتظر اليسر، ومات إبراهيم ابنه، فقالت: لو كان نبيا ما مات أحب الناس إليه وأعزه عليه، فطلقها، وحرمت على الازواج.
10- العالية: ولم يكن رآها فأنكحها إياه أبو أسيد، ثم جهزها، فقدم بها عليه، فرأى بها بياضا فطلقها.
11- عمرة بنت معاوية الكندية: تزوجها الرسول بعدها مات.
12- عمرة بنت يزيد الغفارية : دخلت عليه، وجردها للنساء، رأى بها وضحا فردها، وحرمت على من بعده.
13- فاطمة بنت الضحاك: تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين أنزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا ففارقها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية اخترت الدنيا، وتعقب أبو عمر
14- قتيلة: تزوجها الرسول ولم يدخل بها حتى فارقها.
15- ليلى بنت الخطيم: أقبلت إلى الرسول وهو مول ظهره إلى الشمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكلة الاسد ؟ وكان كثيرا ما يقولها فقالت: أنا بنت مطعم الطير، ومنادي الريح، أنا ليلى بنت الخطيم جئتك لاعرض عليك نفسي تزوجني قال: " قد فعلت " فرجعت إلى قومها، فقالت: قد تزوجني رسول الله فقالوا: بئس ما صنعت ! أنت امرأة غيري والنبي صاحب نساء تغارين عليه، فيدعو الله تعالى عليك فاستقيليه نفسك، فرجعت، فقالت: يا رسول الله، أقلني قال: " قد أقلت " فتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر، فولدت له، فبينما هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها الذئب، لقوله فأكل بعضها، فأدركت فماتت.
16- مليكة بنت كعب الكنانية: تزوجها، وكانت ذات جمال بارع، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: أما تستحيين أن تنكحي قاتل أبيك ؟ وكان أبوها قتل يوم فتح مكة، قتله خالد بن الوليد، فاستعاذت من الرسول فطلقها.
وقد خطب رسول الاسلام عدة نساء وعرض عليه عدد آخر ومنهن: (3)
جمرة بنت الحارث بن عوف: خطبت إليه فوجد بها سوادا، ولم يكن بها فرجع فوجدها قد برصت فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة المزني، فولدت له شبيبا فعرف بأبن البرصاء
أم هانئ: خطبها فقالت: عندي صبيان او عيال« واخاف ان يزعجوك صبياني عند رأسك أي فعذرها.
امامة بنت حمزة، عرضت عليه، فقال: هي ابنة أخي من الرضاعة.
عزة بنت ابي سفيان: عرضتها عليه ام حبيبة وقيل ابو سفيان، فقال انها لا تحل لي لمكانة أم حبيبة.
وغيرهن الكثيرات واللائي ذكرن بشكل مقتضب في كتب السيرة
والتساؤل هنا: كيف كان الرسول متفرغًا لرسالة الله؟
لقد سجل عمر ابن عفرة ما ذاع عن النبي في زمانه "ما لمحمد شغل إلا التزوج" (دروس قرآنية الجزء2 ص 832) ويكمل قائلا: "فحسدوه على ذلك، فأنزل الله "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" (سورة النساء4: 54)
أسباب زواج الرسول: إن زواج الرسول كان لسببين هما:
1ـ الشفقة بأرامل شهداء الإسلام.
2ـ خدمة للإسلام من أجل نشره بين القبائل.
1ـ الشفقة بأرامل شهداء الإسلام:
حقيقة من زوجات الرسول من كن أرامل لشهداء، ومنهن من تزوجهن بهدف نشر الإسلام، ولكن دعني أهمس في أذنك بالآتي:
ألم يكن من الأجدر بالنبي أن يزوج أرامل الشهداء والمهاجرين من بعض رجاله المجاهدين؟ فلماذا كان يستأثر بهن؟
كم كان عدد أرامل المهاجرين والشهداء؟ كن أربعة فقط من 21 زوجة.
2ـ خدمة للإسلام من أجل نشره بين القبائل:
إن غالبية اللائي تزوجهن من قبيلة واحدة والأخريات سبايا حرب، علاوة على من يمتون له بالقرابة.
وماذا عن زينب بنت جحش زوجة ابنه بالتبني؟ التي مال قلبه إليها، بشهادة النبي نفسه عندما رآها في خبائها غير مستكملة ثيابها، فاشتعل قلبه بها، وقال: "سبحان الله مصرف القلوب" وقالت بنت الشاطئ عن ذلك: "إن قصة إعجاب الرسول بزينب وحكاية الستر من الشعر الذي رفعه الريح، وانصراف الرسول عن بيت زيد وهو يقول: سبحان الله مقلب القلوب، قد حكاها لنا سلف صالح ... فهل فيها ما يريب؟ إن آية العظمة في شخصية نبينا أنه بشر ... أفينكر على بشر رسول، أن يرى مثل زينب فيعجب بها؟ "وأكملت بنت الشاطئ قائلة: "إن هذه القصة جديرة بأن تعد مفخرة لمحمد والإسلام!!!" (نساء الرسول ص 161).
وأريد أن أنقل لك يا عزيزي القارئ ما قالته الدكتورة بنت الشاطئ عن نفي أية حجة لزواج الرسول لتنزيهه عن بشريته وعواطفه البشرية إذ قالت: "إن أغلب الذين كتبوا عن حياة النبي (ص) في بيته، مالوا عن الحق، وقد زين لهم الإيمان والإجلال أن ينزهوا الرسول عن بشريته التي فطره الله عليها، وقررها القرآن والسنة أصلا في أصول العقيدة الإسلامية ..." (نساء النبي ص 10)
أفبعد هذا تعود فتقول أنه زواج رحمة ونشر للإسلام؟ أبهذه الأساليب تنشر دعوة يفترض أن تكون شريفة تدعو لعبادة الله بالحب وعمل الله في القلوب، لا بنكاح وحرب وسيف.
المراجع:
أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر. الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين / تحقيق محمد مطيع الحافظ، ج1.- ط1.- دمشق : دار الفكر، 1406هـ.
محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد، الباب الرابع عشر في ذكر من عقد عليها ولم يدخل بها - صلى الله عليه وسلم - على خلاف في بعضهن، هل هي ممن عقد عليها أم لا ؟
محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد،الباب الخامس عشر في ذكر من خطبها - صلى الله عليه وسلم - ولم يعقد عليها أو عرضت نفسها أو عرضت عليه